الجيوسياسية تلقي بظلالها على أسواق الأسهم الأوروبية وسط عقوبات على روسيا

استقرت أسواق الأسهم الأوروبية اليوم، حيث طغت التوترات الجيوسياسية المتزايدة على المكاسب التي حققتها قطاعات واعدة مثل السيارات والسفر. جاء ذلك في أعقاب فرض بعض الدول الغربية عقوبات اقتصادية على روسيا، كرد فعل على قرارها بدخول قواتها إلى منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا.

أنهى مؤشر ستوكس 600 الأوروبي، الذي يقيس أداء أكبر 600 شركة في أوروبا، تعاملات اليوم دون أي تغيير جوهري. تصدرت أسهم شركات صناعة السيارات وشركات السفر وقطاع التكنولوجيا قائمة الأسهم الرابحة، بينما كانت أسهم شركات التجزئة والشركات المالية من بين الأسهم الأكثر تراجعًا.

في سياق ردود الفعل الدولية، جمدت ألمانيا عملية المصادقة على خط أنابيب جديد لنقل الغاز الروسي، في حين فرضت بريطانيا عقوبات على البنوك الروسية. تأتي هذه الإجراءات في إطار ردود الفعل الغربية على اعتراف موسكو بالمنطقتين الانفصاليتين في أوكرانيا.

سجل المؤشر داكس الألماني أكبر انخفاض بين المؤشرات الأوروبية الرئيسية. يُنظر إلى ألمانيا على أنها الأكثر عرضة للتأثر سلبًا بالأزمة، وذلك بسبب اعتمادها الكبير على إمدادات الغاز الطبيعي من روسيا.

على الرغم من الارتفاع الملحوظ في أسعار النفط الخام، والذي وصل إلى أعلى مستوياته منذ عام 2014، تراجعت أسهم شركات النفط بنسبة طفيفة بلغت 0.1 بالمئة. يعزى هذا الانخفاض إلى تخوف المستثمرين من أن الزيادة الكبيرة في أسعار السلع الأولية قد تؤدي إلى تأجيج التضخم المتصاعد.

شهد مؤشر رئيسي يقيس مستوى التقلبات في أسواق الأسهم بمنطقة اليورو انخفاضًا بعد أن وصل إلى 39 نقطة في الجلسة السابقة، وهو أعلى مستوى له منذ شهر يونيو من عام 2020.

في سياق متصل، انخفض مؤشر أسهم بنوك منطقة اليورو بنسبة 0.7 بالمئة، وذلك بعد أن قام المستثمرون بتقليص توقعاتهم بشأن احتمال قيام البنك المركزي الأوروبي بزيادة أسعار الفائدة خلال عام 2022.

على صعيد الأسهم الفردية، ارتفع سهم شركة فولكسفاجن بنسبة ملحوظة بلغت 7.8 بالمئة، في حين قفز سهم شركة بورشه بنسبة أكبر بلغت 11.3 بالمئة، ليحتلا بذلك صدارة قائمة الأسهم الرابحة المدرجة في مؤشر ستوكس 600. جاء هذا الارتفاع في أعقاب أنباء عن وجود مناقشات متقدمة بين الشركتين بشأن إمكانية طرح عام أولي محتمل لشركة بورشه المتخصصة في صناعة السيارات الفاخرة.